مع اقتراب نهاية السنة المالية الحالية، تتجه الأنظار نحو الإعلان عن مشروع قانون المالية لسنة 2026، والذي يحمل في طياته جملة من الإجراءات الهامة التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين. ويأتي في صدارة هذه الإجراءات، إقرار زيادة في الأجور والمعاشات على مدى ثلاث سنوات، في خطوة استراتيجية لدعم القدرة الشرائية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
أبرز ملامح مشروع قانون المالية 2026:
يُعد مشروع قانون المالية 2026 وثيقة محورية تحدد التوجهات الاقتصادية والاجتماعية للدولة للسنة القادمة، مع آفاق تمتد لسنوات لاحقة. ومن المتوقع أن يركز على عدة محاور أساسية، يأتي في مقدمتها:
-
دعم القدرة الشرائية للمواطن:
-
زيادة الأجور على 3 سنوات (2026-2027-2028): هذا هو الخبر الأبرز الذي يتصدر اهتمامات الموظفين والعمال. تهدف هذه الزيادات المتدرجة إلى ضمان تحسن مستمر وملموس في دخل الأسر، ومواجهة التضخم الذي قد يؤثر على قيمة الدخل الثابت.
-
شمل المتقاعدين بالزيادة: في خطوة إيجابية ومهمة جداً، يؤكد المشروع على أن هذه الزيادات لن تقتصر على الموظفين العاملين فقط، بل ستشمل أيضاً المتقاعدين. لطالما كانت فئة المتقاعدين من الفئات التي تتأثر بشكل كبير بارتفاع الأسعار، وهذا الإجراء يعكس وعياً بأهمية توفير حياة كريمة لهم بعد سنوات الخدمة الطويلة، ودعم قدرتهم الشرائية بشكل فعال.
-
-
تعزيز النمو الاقتصادي:
-
من المتوقع أن يتضمن المشروع إجراءات لتحفيز الاستثمار، ودعم القطاعات الإنتاجية، وخلق فرص عمل جديدة، وذلك لضمان استدامة النمو الاقتصادي الذي سيعزز بدوره القدرة على تحمل التكاليف المترتبة عن زيادات الأجور والمعاشات.
-
-
ترشيد الإنفاق العام:
-
سيحرص القانون على الموازنة بين الحاجة لدعم المواطنين وضرورة ترشيد الإنفاق العام وتحسين حوكمة المالية العمومية، لضمان استقرار الميزانية وعدم خلق ضغوط تضخمية إضافية.
-
أهمية زيادة الأجور والمعاشات للمقدرة الشرائية:
تُعد القدرة الشرائية للمواطن مؤشراً حيوياً على مستوى المعيشة والاستقرار الاجتماعي. ومع تزايد التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، فإن إقرار هذه الزيادات يحمل دلالات عميقة:
-
مواجهة التضخم: تساعد الزيادات في الأجور والمعاشات على التخفيف من آثار ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما يمكن الأسر من الحفاظ على مستوى معيشي لائق.
-
تحفيز الاستهلاك: بزيادة الدخل المتاح، من المتوقع أن يرتفع مستوى الاستهلاك، مما ينعش الأسواق المحلية ويدفع بعجلة النمو الاقتصادي.
-
تعزيز العدالة الاجتماعية: شمول المتقاعدين بهذه الزيادات يعكس التزاماً بالعدالة الاجتماعية وتقدير مساهماتهم في بناء الوطن، ويقلل من الفوارق الاجتماعية.
-
تحسين جودة الحياة: الدخل الإضافي يمنح الأسر والمتقاعدين مرونة أكبر في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين جودة حياتهم بشكل عام.
التحديات والآفاق المستقبلية:
رغم الأثر الإيجابي المتوقع لهذه الإجراءات، فإن تنفيذها يواجه تحديات أبرزها:
-
ضمان استدامة المالية العمومية: يجب أن تكون الزيادات مدروسة بحيث لا تؤثر سلباً على الميزانية العامة للدولة على المدى الطويل.
-
مكافحة التضخم: يجب أن تترافق هذه الزيادات مع سياسات فعالة للتحكم في التضخم لضمان أن لا تأكل الزيادات في الأجور من قيمتها الحقيقية.
-
تحسين الإنتاجية: ربط الزيادات في الأجور بتحسين الإنتاجية والكفاءة في القطاعين العام والخاص يضمن استدامة هذه الإجراءات وأثرها الإيجابي على الاقتصاد ككل.
خاتمة:
إن مشروع قانون المالية لسنة 2026، بما يحمله من بشرى زيادة في الأجور والمعاشات على مدى ثلاث سنوات (2026، 2027، 2028)، يشكل خطوة هامة نحو تعزيز الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، والمتقاعدين منهم على وجه الخصوص. هذا التوجه يعكس التزاماً حكومياً بدعم القدرة الشرائية وتحسين مستوى المعيشة، ويضع أسسًا لمرحلة جديدة من الاستقرار والنمو الشامل. يبقى التحدي في التنفيذ الفعال والرقابة المستمرة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الإصلاحات الكبرى.